اليونيسف تدعو إلى دعم نحو 100 ألف طفل أفغاني تضرروا من الزلازل
اليونيسف تدعو إلى دعم نحو 100 ألف طفل أفغاني تضرروا من الزلازل
دعت منظمة اليونيسف إلى زيادة الدعم لأكثر من 96 ألف طفل تضرروا من الزلازل في أفغانستان، وأعربت عن قلقها إزاء أوضاعهم خاصة في ظل برودة الطقس.
وحذرت اليونيسف في بيان صحفي أصدرته المنظمة، الاثنين، بالتزامن مع مرور 100 يوم على الزلازل التي شهدتها أفغانستان، من أن الأطفال والأسر ممن ليس لديهم منازل يعيشون في ظروف تهدد حياتهم، مع عدم توفر وسيلة لتدفئة ملاجئهم المؤقتة.
وأوضحت اليونيسف أن آثار الزلازل التي ضربت مقاطعة هرات لا تزال تلقي بظلالها بعد مرور 3 أشهر على وقوعها، حيث لا تزال العديد من الأسر تعيش في الخيام أو تنام في العراء على الرغم من البرد القارس، ومما زاد الأمر سوءا أن مقاطعة هيرات تعاني الآن من شتاء قارس، ما يهدد الأرواح ويبطئ جهود إعادة البناء، وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.
ويقول ممثل اليونيسف في أفغانستان فران إكويزا: "تخيم المعاناة على الأجواء في هذه القرى حتى بعد مرور 100 يوم على الزلازل التي ضربت غرب أفغانستان، ولا يزال الأطفال يحاولون التغلب على الفقدان والصدمة.. تعرضت المدارس والمراكز الصحية -التي يعتمد عليها الأطفال- لأضرار لا يمكن إصلاحها أو دمرت بالكامل، وكأن هذا لم يكن كافيا، فقد حل الشتاء وانخفضت درجات الحرارة إلى ما دون التجمد".
استجابة سريعة
وأشارت اليونيسف إلى أنها استجابت للزلازل في غضون أيام من وقوعه عن طريق نقل المياه النظيفة والآمنة بالشاحنات إلى المجتمعات المتضررة، وإنشاء مرافق صحية مؤقتة ونشر العاملين الصحيين، وتوزيع البطانيات، ومستلزمات الأسرة مع معدات الطبخ، والملابس الشتوية.
وبعد مرور 100 يوم منذ الاستجابة الأولية، قامت اليونيسف بتحويل المرافق الصحية في الخيام إلى مرافق أكثر استدامة في حاويات الشحن، وعالجت فرق الصحة والتغذية ما يقرب من 90 ألف حالة طبية، غالبيتهم من النساء والأطفال.
كما أنشأت اليونيسف 61 مكانا مؤقتا للتعلم و61 مكانا صديقا للأطفال، حيث تمكن ما يقرب من 3,400 طفل -أكثر من نصفهم من الفتيات- من مواصلة التعليم الأساسي، وستبدأ قريبا أعمال إعادة تأهيل الفصول الدراسية المدمرة.
وقالت اليونيسف إنها تواصل نقل المياه النظيفة بالشاحنات إلى ما يقرب من 19,000 شخص، وسيحصل 5,400 شخص على مساعدات نقدية للمساعدة في تغطية احتياجاتهم الأساسية خلال فصل الشتاء.
الشتاء يفاقم الصعوبات
وأكدت اليونيسف الحاجة إلى بذل المزيد من الجهود لأن درجات الحرارة المتجمدة في فصل الشتاء تؤدي إلى تفاقم الصعوبات، ولم تتمكن العديد من العائلات من إعادة بناء منازلها وهي بحاجة ماسة إلى الرعاية الصحية والمياه النظيفة والصرف الصحي المناسب لمنع انتشار الأمراض ووقف المزيد من المعاناة، وبالإضافة إلى ذلك، فإن الأسر التي فقدت سبل عيشها ومحاصيلها معرضة لخطر الجوع وسوء التغذية.
وأعرب ممثل اليونيسف، فران إكويزا عن امتنانه للمانحين الذين حشدوا الموارد بسرعة، الأمر الذي مكن اليونيسف من الاستجابة خلال أيام للاحتياجات العاجلة للأطفال وأسرهم في هيرات، "لكن الآلاف ما زالوا بحاجة إلى مساعدتنا".
كما أبدى ممثل اليونيسف قلقا إزاء أوضاع 96 ألف طفل متضرر من الزلازل إذا لم نتمكن من توفير الخدمات التي يحتاجون إليها للتعافي، "نحن نعول على الدعم المستمر لضمان بقاء الأطفال على قيد الحياة في فصل الشتاء وأن يحظوا بفرصة النمو في الأشهر والسنوات القادمة".
وشهد غرب أفغانستان، في أكتوبر الماضي، عدة زلازل عنيفة أسفرت عن مقتل أكثر من ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال، فضلا عن تدمير 31 ألف منزل أو تضررها بشدة.
كما تسببت الزلازل في فقدان أعداد كبيرة من الأسر سبل عيشها ومواشيها ومحاصيلها.
وتشهد أفغانستان أزمة إنسانية عنيفة منذ استيلاء حركة طالبان على الحكم في أغسطس 2021 في أعقاب حرب مدمّرة استمرّت 20 عاما، وتوقّف المساعدات الدولية التي تشكّل 75% من الميزانية الأفغانية.
عادت حركة طالبان للحكم مجدداً بعد مرور 20 عاماً من الإطاحة بها، بواسطة الولايات المتحدة الأمريكية وقوات التحالف عام 2001، بعد اتهامها بالضلوع في تنفيذ تفجيرات برجي التجارة العالميين الذي نفذه متشددون، تزامناً مع مخاوف دولية بتردي الوضع الإنساني والحقوقي والصحي.
ولا يعترف المجتمع الدولي بشرعية نظام الحركة، ويشترط اتخّاذ الحركات خطوات ملموسة على صعيد احترام حقوق الإنسان لاستئناف المساعدات الدولية، وتتهدّد المجاعة ما يزيد على 55% من سكان أفغانستان، بحسب الأمم المتحدة.
ووفقا للأمم المتحدة، يعتمد 28 مليون شخص على المساعدات الإنسانية من أصل عدد سكان يقدر بنحو 37 مليون نسمة.